الرئيسية
أحدث الصور
نشرت في صحيفة المدينة
بتاريخ 7محرم 1428هـ
الموافق 15يناير 2008م
ماتت مريم وقد ماتت قبلها الضمائر
مريم كان عمرها ستة عشر عاما كأنها القمر, بل هي القمر, شعرها هو سواد الليل, عيناها بهما كل براءة الطفولة وبريق أمل واستشراق للمستقبل.
هي ستكون طبيبة؟ لا. هي ستكون معلمة؟ لا. مهندسه معمارية؟ لا. ربما ربة منزل؟ لا لا لا. فلن تكون أياً من ذلك. كيف تكون وهي قد ماتت, ماتت يوم أمس. نعم ماتت من البرد الشديد لأن بيتها صفيح.
هل قتلها البرد؟ لا والله. فالبرد ليس هو القاتل. ما البرد إلا أداة الجريمة فقط. فنحن القتلة ً. نحن قتلناها عندما لم نهتم لماذا مريم وجميع من في المخيم يسكن في بيت صفيح و لم يستطع المجتمع أن يوفر له بيتاً. هذا المجتمع الذي يرسل المعونات الى منكوبي زلازل الصين ومصابي اعصار امريكيا مع كل إشراقه شمس. هذا المجتمع الذي قسم الأراضي, من يأخذ أكبر مساحة ليورثها لأولاده ولا يهم بعد ذلك ماذا يحدث للمجتمع. قتلها هذا المجتمع الذي به فئات آثرت أن تجمع كل شيء, كل شيء, كل شيء, أرض ومال وعمولة وأسهم وثروات ومصالح. قتلها هذا المجتمع الذي أعماه الطمع. قتلناها لأننا بدلاً من أن نوظف أباها فضلنا أن نستقدم عاملاً أرخص منه وأكثر طاعة.
اللهم أنتقم من كل شخص منا تسبب بجشعة في هذه المأساة. اللهم لا ترحم من لم يرحم فقرها (لا أدري أن كان يجوز مثل هذا الدعاء, فإن لم يكن جائزاً فلن يكون ذنبي في هذا الدعاء أكبر من ذنب السكوت عن هذه الجريمة, فالسكوت عن قول كلمة الحق هو السبب في كل هذا).
ماتت مريم. ماتت قبل أن تحفظ مقرر التربية الوطنية, ماتت ولم تقرأ بعد خطط التنمية. ماتت في نصف المسافة الزمنية بين احتفالنا باليوم الوطني العام الماضي والعام القادم.
مريم كيف تموتين من البرد؟ وهل يموت أحد من البرد؟ نحن نسافر إلى سويسرا لنستمتع بالبرد.
مسكين أبوها أعتقد أن بطاقة الأحوال التي يحملها في جيبه تضمن له حقاً على المجتمع. أعتقد أن شهادة أن لا إله إلا الله التي يحملها في قلبه تضمن له حقاً على هذا المجتمع.
مريم نسيناكِ وسط ذبذبة مؤشر الأسهم, نسيناكِ ونحن نسأل عن ربحنا في هذه الصفقة أو ذلك المخطط. نسيناكِ فلم نتذكر إلا رقم الاستثناء ومبلغ العمولة.
مريم نسيناها. ولكن, في هذه الليلة إن قام أحدنا ليغطي بالبطانية ابنته لأن المكيف المركزي بارد فليتذكر اسم مريم عسى اسمها أن يذهب النوم من عينيه. على الأقل فلتحيا أعيننا إن ماتت قلوبنا.
مريم نسيناكِ. ولكن, أقسم لكِ إننا سنذكركِ جميعاً حين يسألنا الله عنكِ. كلنا سنٌسأل عنكِ.
ماتت مريم وقد ماتت قبلها الضمائر.
ماتت وقد مات قبلها الضمير.
<>مريم أنظري إلينا نظرة وداع وخبرينا. مريم لِم لم تلتصقي بأبوك الفقير فلعل دفء قلبه ينجيك؟ هل وجدتيه يرتجف مثلك فخاف قلبك الرقيق أن يزعجه؟....
مريم اخيتي لِِم لم تستنجدي بنا؟ هل لأنك علمت أن قلوبنا حجر ونحن لا نعلم؟....
مريم ما أخر كلمة قلتيها قبل أن يقتلك البرد؟. مريم هل قلت ماما أم قلت بابا أم قلت يا الله؟....
مريم أرفعي رأسك وصفى لنا لحظاتك الأخيرة في صراعك مع البرد....
مريم أرفعي رأسك وخبرينا هل فقدت من ألم البرد الإحساس في يدك أولاً أم في قدمك؟ فهذه الجزيئة تهمنا....
مريم قولي لي أي شيء. أي شيء عن لحظاتك الأخيرة. مريم صفي لي الموت البطيء....
مريم هل شاهدت في أخر ثواني حياتك كم هي زرقاء يديك وشفتيك, أم شاهدتِ كم هي سوداء قلوبنا؟.... مريم لم لا تتكلمي؟ هل الصمت أبلغ؟.
مريم أفتحي عينيك الجميلة....مريم أرفعي رأسك وأجيبيني. مريم أرفعي رأسك وابصقي في وجوهنا....مريم مريم ....................ماتت مريم.
بتاريخ 7محرم 1428هـ
الموافق 15يناير 2008م
ماتت مريم وقد ماتت قبلها الضمائر
مريم كان عمرها ستة عشر عاما كأنها القمر, بل هي القمر, شعرها هو سواد الليل, عيناها بهما كل براءة الطفولة وبريق أمل واستشراق للمستقبل.
هي ستكون طبيبة؟ لا. هي ستكون معلمة؟ لا. مهندسه معمارية؟ لا. ربما ربة منزل؟ لا لا لا. فلن تكون أياً من ذلك. كيف تكون وهي قد ماتت, ماتت يوم أمس. نعم ماتت من البرد الشديد لأن بيتها صفيح.
هل قتلها البرد؟ لا والله. فالبرد ليس هو القاتل. ما البرد إلا أداة الجريمة فقط. فنحن القتلة ً. نحن قتلناها عندما لم نهتم لماذا مريم وجميع من في المخيم يسكن في بيت صفيح و لم يستطع المجتمع أن يوفر له بيتاً. هذا المجتمع الذي يرسل المعونات الى منكوبي زلازل الصين ومصابي اعصار امريكيا مع كل إشراقه شمس. هذا المجتمع الذي قسم الأراضي, من يأخذ أكبر مساحة ليورثها لأولاده ولا يهم بعد ذلك ماذا يحدث للمجتمع. قتلها هذا المجتمع الذي به فئات آثرت أن تجمع كل شيء, كل شيء, كل شيء, أرض ومال وعمولة وأسهم وثروات ومصالح. قتلها هذا المجتمع الذي أعماه الطمع. قتلناها لأننا بدلاً من أن نوظف أباها فضلنا أن نستقدم عاملاً أرخص منه وأكثر طاعة.
اللهم أنتقم من كل شخص منا تسبب بجشعة في هذه المأساة. اللهم لا ترحم من لم يرحم فقرها (لا أدري أن كان يجوز مثل هذا الدعاء, فإن لم يكن جائزاً فلن يكون ذنبي في هذا الدعاء أكبر من ذنب السكوت عن هذه الجريمة, فالسكوت عن قول كلمة الحق هو السبب في كل هذا).
ماتت مريم. ماتت قبل أن تحفظ مقرر التربية الوطنية, ماتت ولم تقرأ بعد خطط التنمية. ماتت في نصف المسافة الزمنية بين احتفالنا باليوم الوطني العام الماضي والعام القادم.
مريم كيف تموتين من البرد؟ وهل يموت أحد من البرد؟ نحن نسافر إلى سويسرا لنستمتع بالبرد.
مسكين أبوها أعتقد أن بطاقة الأحوال التي يحملها في جيبه تضمن له حقاً على المجتمع. أعتقد أن شهادة أن لا إله إلا الله التي يحملها في قلبه تضمن له حقاً على هذا المجتمع.
مريم نسيناكِ وسط ذبذبة مؤشر الأسهم, نسيناكِ ونحن نسأل عن ربحنا في هذه الصفقة أو ذلك المخطط. نسيناكِ فلم نتذكر إلا رقم الاستثناء ومبلغ العمولة.
مريم نسيناها. ولكن, في هذه الليلة إن قام أحدنا ليغطي بالبطانية ابنته لأن المكيف المركزي بارد فليتذكر اسم مريم عسى اسمها أن يذهب النوم من عينيه. على الأقل فلتحيا أعيننا إن ماتت قلوبنا.
مريم نسيناكِ. ولكن, أقسم لكِ إننا سنذكركِ جميعاً حين يسألنا الله عنكِ. كلنا سنٌسأل عنكِ.
ماتت مريم وقد ماتت قبلها الضمائر.
ماتت وقد مات قبلها الضمير.
<>مريم أنظري إلينا نظرة وداع وخبرينا. مريم لِم لم تلتصقي بأبوك الفقير فلعل دفء قلبه ينجيك؟ هل وجدتيه يرتجف مثلك فخاف قلبك الرقيق أن يزعجه؟....
مريم اخيتي لِِم لم تستنجدي بنا؟ هل لأنك علمت أن قلوبنا حجر ونحن لا نعلم؟....
مريم ما أخر كلمة قلتيها قبل أن يقتلك البرد؟. مريم هل قلت ماما أم قلت بابا أم قلت يا الله؟....
مريم أرفعي رأسك وصفى لنا لحظاتك الأخيرة في صراعك مع البرد....
مريم أرفعي رأسك وخبرينا هل فقدت من ألم البرد الإحساس في يدك أولاً أم في قدمك؟ فهذه الجزيئة تهمنا....
مريم قولي لي أي شيء. أي شيء عن لحظاتك الأخيرة. مريم صفي لي الموت البطيء....
مريم هل شاهدت في أخر ثواني حياتك كم هي زرقاء يديك وشفتيك, أم شاهدتِ كم هي سوداء قلوبنا؟.... مريم لم لا تتكلمي؟ هل الصمت أبلغ؟.
مريم أفتحي عينيك الجميلة....مريم أرفعي رأسك وأجيبيني. مريم أرفعي رأسك وابصقي في وجوهنا....مريم مريم ....................ماتت مريم.
» وهذى هى أسطورة «الشعب اليهودي»
» قصيدة من صرصور لصرصورة تراها تبكي يعني لا تتأثرو
» قصيده رائعه ابكت الملايين
» ليالي لبنان
» مصطلحات
» الحصول على الجنسيه الاردنيه { للمزاح فقط}
» ليلى والذئب بالاردني
» الدماء الحمراء
» نسونجي
» عيد مبارك
» اسى واهات وانات وشذرات وعبرات
» عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمـر فيك تجديد
» الاخوة العاصين !!!
» الظلم ظلمات يوم القيامة
» موقع يفحص جهازك اذا كان مخترق ام لا
» كيف تعرف اذا كان جهازك مخترق بدون برامج
» المثل الاعلى
» اني احبك
» بالكم بتصير
» اختراعات ومخترعون
» ام اردنيه ذكيه
» صناعة السمبوسة
» الملك وابنته الصغيره
» قصة اسلام فتاه مسيحيه اردنيه